باراك رفيد
في وقت سابق من هذا الأسبوع، قام الجيش الأمريكي بنقل عشرات الصواريخ الاعتراضية من نظام "باتريوت" للدفاع الجوي، التي كانت مُخزَّنة في الكيان الصهيوني، إلى بولندا، تمهيدًا لإرسالها إلى أوكرانيا. وذلك وفقًا لما ذكرته ثلاثة مصادر مطلعة على التفاصيل.
لماذا هذا مهم؟
تُعد هذه العملية واحدة من أهم عمليات نقل الأسلحة من الكيان الصهيوني إلى أوكرانيا منذ الغزو الروسي قبل ما يقرب من ثلاث سنوات. ستُشكِّل الصواريخ الاعتراضية دفعة كبيرة لنظام الدفاع الجوي الأوكراني، الذي يواجه هجمات متزايدة بالصواريخ الروسية والطائرات بدون طيار، والتي تستهدف البنية التحتية الحيوية في جميع أنحاء البلاد.
وردًّا على ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء في الكيان الصهيوني: "لا نعلم أنه تم تسليمها إلى أوكرانيا".
خلفية الأحداث
في أبريل/نيسان الماضي، قامت القوات الجوية في الكيان الصهيوني بإخراج نظام الدفاع الجوي "باتريوت" من الخدمة الفعلية بعد أكثر من 30 عامًا من الاستخدام. وقد تم تسليم هذا النظام إلى الكيان الصهيوني خلال حرب الخليج الأولى لتمكينه من الدفاع عن نفسه ضد الصواريخ التي كانت تُطلق من العراق.
على مر السنين، ومع تطوير الكيان الصهيوني لأنظمة دفاع جوي خاصة به، أصبحت صواريخ "باتريوت" أقل استخدامًا، وفي السنوات الأخيرة تم استخدام معظم البطاريات لأغراض التدريب أو تم تخزينها في مستودعات في قاعدة تدريب الدفاع الجوي في النقب.
ما وراء الكواليس
وفقًا للمصادر، بعد أن أعلن الجيش في الكيان الصهيوني عن إيقاف تشغيل نظام "باتريوت"، اتصل المسؤولون الأوكرانيون بالولايات المتحدة والكيان الصهيوني، واقترحوا على الكيان الصهيوني إعادة الأنظمة إلى الولايات المتحدة لتجديدها ومن ثم تسليمها إلى أوكرانيا.
وأضافت المصادر أن الكيان الصهيوني تأخر لعدة أشهر في الموافقة على إرسال الصواريخ الاعتراضية وبطاريات "باتريوت"، خوفًا من انتقام روسي قد يتمثل في نقل أسلحة متطورة إلى إيران. وقال مسؤول في الكيان الصهيوني إنه في نهاية سبتمبر، وافق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أخيرًا على إعادة أنظمة "باتريوت" إلى الولايات المتحدة حتى يمكن نقلها إلى أوكرانيا.
وأوضح مسؤول أوكراني كبير أن "الضوء الأخضر" من نتنياهو جاء فقط بعد أن رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التحدث معه عبر الهاتف لأسابيع. في ذلك الوقت، كان نتنياهو يرغب في التحدث مع زيلينسكي للحصول على موافقته على السماح لمواطني الكيان الصهيوني بزيارة مدينة أومان في أوكرانيا خلال الأعياد اليهودية. وبعد موافقة نتنياهو على نقل أنظمة "باتريوت" إلى الولايات المتحدة، وافق زيلينسكي على منح "الضوء الأخضر" لدخول الزوار من الكيان الصهيوني إلى أومان.
من جهته، قال مكتب رئيس الوزراء في الكيان الصهيوني إن نتنياهو كان على علم بإغلاق نظام "باتريوت" وإعادته إلى الولايات المتحدة، لكنه نفى أي صلة بين ذلك وبين زيارة أومان.
بين السطور
قال مسؤول في الكيان الصهيوني إن الكيان الصهيوني أبلغ روسيا مسبقًا بهذه الخطوة، مؤكدة أنه "يعيد نظام باتريوت إلى الولايات المتحدة" فقط، ولا يقوم بتزويد أوكرانيا بالأسلحة مباشرة. وأضاف المسؤول أن الكيان الصهيوني أوضح لروسيا أن هذه الخطوة مماثلة لما فعلته الولايات المتحدة قبل عامين، عندما أخذت قذائف مدفعية من مخازن الطوارئ لديها في الكيان الصهيوني وسلمتها إلى أوكرانيا.
التفاصيل اللوجستية
في الأيام الأخيرة، وصلت طائرات من طراز سي-17 تابعة لسلاح الجو الأمريكي من قاعدة رامشتاين في ألمانيا إلى قاعدة "حتسريم" في جنوب الكيان الصهيوني، ثم أقلعت من هناك إلى مدينة رزيسزو في شرق بولندا، التي تُستخدم كقاعدة عبور لشحنات الأسلحة إلى أوكرانيا.
وقالت المصادر إن الرحلة كانت تحمل نحو 90 صاروخًا اعتراضيًا من طراز "باتريوت"، يمكن أن تستخدمها أوكرانيا مع بطاريات٧ "باتريوت" الحالية. سيتم لاحقًا نقل بقية المعدات، مثل الرادارات وغيرها، إلى الولايات المتحدة للتجديد.
ردود الفعل
يوم الثلاثاء، أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتصالًا هاتفيًا مع نتنياهو. وكتب زيلينسكي في تغريدة على تويتر أن الجانبين ناقشا إطلاق سراح الأسرى كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وأضاف: "لقد ناقشنا أيضًا الحفاظ على اتصال وثيق مع الشركاء، وخاصة الولايات المتحدة والرئيس ترامب. كما ناقشنا العلاقات بين الكيان الصهيوني وأوكرانيا، واتفقنا على الحفاظ على اتصال وثيق في المستقبل القريب".
